بعد شهور من قلة التساقطات المطرية، وبداية التدابير الحكومية لمواجهة الجفاف، جادت السماء بأمطار تغيث البلاد والعباد، مؤذنة بتغير عام في الحالة الجوية بالمغرب نتيجة منخفض جوي جنوب أوروبا وشمال إفريقيا.
الحسين يوعابد، رئيس مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، قال: "منذ 3 أشهر لم يشهد المغرب منخفضا جويا قويا مماثلا، والذي يهم مناطق جنوب أوروبا والدول المغاربية"، مسجلا أن التساقطات المطرية والثلجية ستهم المناطق الشمالية للمغرب دون الوسطى والجنوبية.
وأفاد المتحدث، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن المنخفض سيكون مصحوبا بكتل هوائية باردة خاصة بمناطق الأطلس المتوسط والكبير، حيث ستنخفض درجات الحرارة إلى ما بين 5 و10 درجات مئوية عن معدلها في الفترة نفسها من السنة، بعد أن شهد المغرب شتاء هو الأدفأ من نوعه منذ عقود.
يوعابد أبرز أن درجات الحرارة ستخفض إلى ما دون الصفر في مدن إفران وميدلت وخنيفرة وبوعرفة، ومناطق الأطلس المتوسط والهضاب العليا الشرقية، ما سيتسبب في نزول تساقطات ثلجية لأول مرة خلال السنة الجارية، متوقعا أن تشهد مناطق الأطلس المتوسط وشمال الأطلس الكبير ثلوجا بكميات مهمة.
ويرى المتحدث أن المناطق الشمالية والشرقية ستستفيد من هذه التساقطات المطرية والثلجية عبر تغذية الفرشة المائية والسدود والحد من نقص مخزون المياه، مضيفا أن بعض الزراعات يمكنها استدراك ما فاتها من خلال هذه التساقطات.
من جهة أخرى، لم تستطع التساقطات الحالية، والمستمرة إلى منتصف الأسبوع المقبل، أن تنعش تفاؤل الفلاحين، الذين اعتبروا أن المطر لم يعد بالنفع المتوقع بداية الموسم الفلاحي، خاصة بالنسبة لزراعة الحبوب من قمح وشعير وذرة وغيرها، مؤكدين أن أياما قليلة تفصل عن بداية مارس موعد امتلاء السنابل استعدادا لنضجها في أفق حصادها بين ماي ويونيو.
الفلاح عبد الكبير الحافي أكد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن التساقطات الحالية غير مفيدة للموسم الفلاحي؛ خاصة لمناطق زراعة الحبوب، لكنها مفيدة أكثر للخضراوات والأشجار، كما تُعين على توفير كلأ الماشية من النباتات الخضراء.
وبالنسبة للبحارة، فقد حذرت الأرصاد الجوية الوطنية من هيجان البحر، باعتبار أنه سيكون قوي الهيجان بالواجهة المتوسطية والسواحل الأطلسية، حيث سيتراوح علو الموج بين 5 و6 أمتار، مبرزة أن هذا الطقس المضطرب سيستمر من يوم الأحد إلى غاية يوم الثلاثاء المقبل.
إشترك بالنشرة البريدية